صحة

تقرير حول الدمج التربوي لذوي الإحتياجات الخاصة ومفهومه وأساليبه وأدواته

تعد دول الخليج إحدى الدول التي زاد الإهتمام فيها بذوي الإحتياجات الخاصة في الآونة الأخيرة ، والتركيز على الدمج التربوى حيث أصبح هناك تغير في النظرة إلى ذوي الإحتياجات سواء على المستوى الشعبي أو مستوى صناع القرار وتشهد فئات ذوي الاحتياجات اهتمامًا كبيرًا بهم في وقتنا الراهن ولم يسبق لمثل هذه الفئات أن نالت بمثل هذا الاهتمام من قبل، وهناك توصيات عديدة لوزارة التربية والتعليم بأن تعمل على تحقيق الربح الشامل الاجتهادات السالفة وما دار من جدل طويل حول إمكانية دمج أعضاء هذه الفئات في التعليم العام، وهل يكون مثل هذا الدمج جزئيًا أم كليًا.

كما أن تجارب الدمج الجزئي السابقة لم تزد عن كونها دمجًا في نفس المكان، وإن البعض قد قام بوضع قيود أخرى في تلك الحيز المكاني ليفصل بذلك بين هذين الطرفين من جديد ويضع نهاية غير سعيدة لمثل هذه الخبرات التي كانت سعيدة لفترة غير قليلة مما لا شك فيه أن دمج فئات ذوي الإحتياجات في التعليم العام ليس بالأمر السهل أو الهين كما أن تعليمهم في إطار التعليم العام ليس سهلًا أيضًا تحت أي ظروف.

ويرجع ذلك إلى أن كل طفل يحتاج إلى خطة تعليم فردية وتلك الخطة تختلف من طفل إلى آخر ومن إعاقة إلى أخرى ذو اضطراب التوحد يختلف عما يحتاجه ذو الإعاقة الفكرية يختلف عما يحتاجه الكفيف أو ذو الإعاقة الجسدية.

كما أن كل فئة من هذه الفئات لا تمثل فئة متجانسة من الأفراد على الإطلاق حيث توجد فروق فردية بين أعضائها جميعًا للدرجة التي تجعلنا لا نجد طفلين يتشابهان تمامًا سواء في أسباب الإعاقة أو درجة أو شدة الإعاقة أو تركيبهما الفسيولوجي وبالتالي لا يتشابهان في سلوكهما، كما أن كل فئة تضم أنماط عديدة من الإعاقات التي يمكن أن تندرج جميعًا تحت الأعاقة الكبرى التي تعرف الفئة بإسمها وهو ما ينطبق على الغالبية العظمى من هذه الفئات ما لم ينطبق تقريبًا في الواقع عليها جميعًا دون استثناء.

بداية توضح إن الدمج يعني التكامل التعليمي والإجتماعي للأطفال ذو الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين في الفصول العادية ولجزء من اليوم الدراسي على الأقل وكما يرتبط هذا التعريف بشرطين لابد من توافرهما لكي يتحقق الدمج:

1- الإختلاط الاجتماعي المتكامل.

2- وجود الطفل في الصف العادي لجزء من اليوم الدراسي.

وهذا يتطلب أن يكون هناك تكامل وتخطيط تربوي مستمر.

– والتكامل هو الدمج الإجتماعي والتعليمي الكامل مع الأسوياء بمعنى ليس لجزء من الوقت فقط.

كما يعرف كيرك وجاليج 1979 الدمج بأنه إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييدًا وهذا يعني أن الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يجب:

1- أن يتم وضعه مع أقرانه العاديين.

2- أن يتفاعل مع أقرانه العاديين بشكل متواصل في أقل البيئات تقييدًا.

3- أن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية.

¬ مفهوم الدمج:-

الدمج يعني تعليم المعوقين مع أقرانهم العاديين في المدارس العادية وإعدادهم للعمل في المجتمع مع العاديين وقد شغل هذا البرنامج العديد من المتحققين في مجال تربية وتأهيل المعوقين وذلك لتوفير أفضل أساليب الدعاية المهنية والتربوية للمعوقين مع أقرانهم العاديين.

كما أن الدمج هو مصطلح يشير إلى تدريس الطلاب ذو الإحتياجات الخاصة في البيئات التربوية الأقل تقيدًا وذلك من خلال البدائل الآتية مثل: غرف المصادر أو الصف العادي طوال الوقت أو الصف العادي لجزء من الوقت أو الصف الخاص.

ويركز الدمج العادي على تقديم الدعم لطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة وذلك في إطار خارج نظام الصف العادي وهذا يهدف إلى تغير أداء الطالب ليصبح أكثر ملائمة لنظام التعليم في الصف العادي.

ويعرف بعض المعلمين بأنه تعليم كل الأطفال في نفس الفصل مع توفير الخدمات التي يحتاجون إليها وذلك لضمان تحقيق النجاح للجميع.

كما يُعرف الدمج على أنه “أن يتاح للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة أماكن في فصول التعليم العام طوال اليوم الدراسي مع تلبية احتياجاتهم الخاصة داخل الصف من أجل زيادة فرصة تعلمهم.

كما أن سياسة الدمج تقوم على التطبيق التربوي للمبدأ العام الذي يوجه خدمات التربية وهو التطبيع نحو العادية في أقل البيئات قيودًا بالإضافة إلى أن مفهوم الدمج في جوهره مفهوم إجتماعي أخلاقي نابع من حركة حقوق الإنسان ضد العزل والتضيق لأي شخص بسبب إعاقة إلى جانب تزايد الاتجاهات المجمعية نحو رفض الوصمة الاجتماعية للأفراد ذوي الإعاقات.

كما أن الدمج يعني إتاحة الفرصة للأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بأن ينخرطوا في نظام التعليم الخاص كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم وهدف الدمج في النهاية هو مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار المدرسة العاية ووفقًا لوسائل ومناهج تعليمية يشرف على تنفيذها جهاز تعليمي متخصص بالإضافة إلى كادر التعليم في المدرسة العامة.

ويرى كوفمان أن الدمج أحد الاتجاهات الحديثة في التربية الخاصة وهو يعني وضع الأطفال المعوقين ذهنيًا بدرجة بسيطة في المدارس الابتدائية العادية بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لضمان استفادتهم من البرامج التربوية المقدمة لهم في هذه المدارس.

ويرى مادن وسلانين أن الدمج يعني ضرورة قضاء ذو الاحتياجات الخاصة أطول وقت ممكن في الفصول العادية بالإضافة إلى إمدادهم بالخدمات الخاصة إذا لزم الأمر.

كما أن الدمج الكامل للأطفال المعاقين مع الأطفال العاديين في نفس الفصل والمدرسة يسمى بالتكامل العادي وفيه يقدم معلم المصادر الخدمات التربوية للأطفال والمعلمين في غرفة المصادر كما تعرف القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم  الصادرة عام 1422 الدمج التربوي بأنه تربية وتعليم الأطفال ذو الإعاقات في مدارس التعليم العام بالإضافة إلى تزويدهم بخدمات التربية.

والدمج كلمة لها معاني مختلفة حسب المستخدمين لها فهي تعني عند البعض وجود أطفال ذو احتياجات خاة في فصول عادية ويحصلون على تعليمهم في ظروف الأسوياء نفسها وتعني أيضًا تعليم الأطفال ذو الإعاقات مع أقرانهم العاديين بالإضافة إلى إعدادهم للعمل في المجتمع مع الأصحاء.

كما تعني عند فريق آخر: مدى استفادة ذو الاحتياجات الخاصة من بعض المواد الدراسية الموجودة ضمن فصول العاديين.

¬ أساليب وطرق الدمج:

تختلف أساليب وطرق دمج المعوقين من بلد إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى وذلك حسب إمكانات كل منها وحسب نوع الإعاقة مضدتها ودرجتها.

ويقترح لونيران وافليك (1978) أن يسير دمج المعاقين كما يلي:-

1- الفصول الخاصة:

في بادي الأمر يلتحق الطفل المعاق بفصل خاص داخل مدرسة عادية مع إتاحة الفرصة له ليتعامل مع أقرانه العاديين داخل المدرسة أطول فترة ممكنة من اليوم الدراسي.

2- غرف المصادر:

وهي حجرة ملحقة بالمدرسة ويتلقى فيها الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة مساعدة خاصة كصورة فورية بعض الوقت وذلك حسب جدول يومي ثابت بجانب وجوده في الفصل العادي ويعمل في هذه الحجرة معلم أو أكثر من معلمي التربية الخاصة الذي تم إعدادهم خصيصًا للعمل مع المعوقين.

3- الخدمات الخاصة:

وهي خدمات يتلقاها الطفل ذو الاحتياجات الخاصة من وقت لآخر بصورة غير منتظمة وذلك في مجالات معينة كالكتابة أو القراءة أو الحساب وفي الغالب يقوم المعلم المتجول أو المتنقل بتقديم تلك الخدمات ويزور المدرسة العادية من 2-3 مرات أسبوعيًا.

4- المساعدة داخل الفصل:

هي خدمات يتم تقديمها للطفل المعاق داخل الفصل العادي لكي يتمكن الطفل من النجاح في هذا الموقف وتتضمن تلك الخدمات: الأجهزة التعويضية والوسائل التعليمية أو الدروس الخصوصية ويقوم بهذه الخدمات المعلم المتجول أو المتنقل أو معلم الفصل العادي وذلك بمساعدة المعلم الاستشاري أو المعلم المتنقل.

5- المعلم الاستشاري:

حيث يتم إلحاق الطفل المعاق بالفصل العادي مع أقرانه العاديين ويقوم معلم الصف العادي بتعليمه معهم ويتم تزويد المعلم هنا بمساعدات عن طريق المعلم المتجول أو المعلم الاستشاري وهنا يتحمل معلم الصف العادي مسئولية إعداد البرامج وتنفيذها.

طرق تنفيذ الدمج التربوي:

في المملكة العربية السعودية يتم تنفيذ الدمج التربوي بطريقتين:

1- طريقة الدمج الجزئي:

وتتحقق هذه الطريقة من خلال وجود فصول خاصة ملحقة بالمدارس العادية حيث يتم إلحاق الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بفصل خاص في المدرسة العادية ويتم تقديم الرعاية التربوية والتعليمية الخاصة بهم في هذا الفصل مع الحرص على إتاحة الفرصة لهم للإندماج مع أقرانهم العاديين في بعض الأنشطة سواء الصفية أو اللاصفية.

2- طريقة الدمج الكلي:-

وفي هذه الطريقة يتم استخدام الأساليب التربوية الحديثة مثل: برامج المعلم المستشار أو برامج المعلم المتجول وبرامج غرف المصادر فهذه البرامج تمكن الطلاب ذو الاحتياجات الخاصة من تلقي الرعاية التعليمية مع أقرانهم العاديين في الصفوف العادية مع إتاحة الفرصة لهم للاستفادة من خدمات التربية الخاصة وذلك بالخروج من الصفوف العادية في أوقات محددة :-

هي فئة موجودة بالفعل في المدارس العادية وتستفيد من برامجها التربوية ولكنها تحتاج إلى برامج التربية الخاصة.

مثل: فئة المعوقين جسميًا، فئة المضطرين سلوكيًا وفئة الموهوبين وفئة ضعاف البصر وفئة ذوي صعوبات التعلم.

متطلبات الدمج:-

يشير السيد أبو قلة 2007 أن جميع الطلاب لهم الحق في التعلم ولتحقيق ذلك يجب على السياسات في المدارس والثقافة المجتمعية إعادة صياغتها بطريقة تساعد على التعلم ومن هنا نتناول متطلبات الدمج.

1- التخطيط لبرامج الدمج:-

يُعد التخطيط الجيد لبرامج الدمج أولى متطلبات دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العامة. حيث يعتمد الدمج التربوي للأطفال ذو الإعاقات على تخطيط تربوي دائم ومستمر ويتم تحديده بصورة شخصية لكل طالب ذو احتياجات خاصة وهذا يتطلب تحديد المسئولية الملقاة على عاتق الطاقم التربوي والإداري حيث أن الدمج ليس مجرد وضع الأطفال المعاقين مع الأطفال العاديين بل هو  أكثر من ذلك فهناك حاجة ضرورية وأساسية لتطوير البرامج التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

وهناك عوامل أساسية يجب مراعاتها عند التخطيط لبرامج الدمج:

أ- توفير الموارد الكافية.

ب- وجود إدارة سياسية للاستمرار في متابعة نمو الأطفال ذو الإعاقات.

جـ- تحديد الحجم المناسب للفصل حيث يجب ألا يكون حجم  الفصل كبيرًا.

د- مراعاة مستوى النمو وليس العمر الزمني ففي معظم الأحيان يتم دمج الأطفال ذو الإعاقات مع العاديين الأصغر منهم سنًا وليس في نفس عمرهم الزمني ليحقق التباين والتقليل من الفروق بينهم.

هـ- نسبة الأطفال ذو الإعاقات إلى الأطفال العاديين.

2- التعرف على الاحتياجات التعليمية:-

من المتطلبات الهامة للدمج التعرف على الاحتياجات التعليمية بصفة عامة والمعوقين بصفة خاصة وذلك لإعداد برامج تربوية مناسبة.

3- إعداد القائمين على العملية التربوية:

يعد إعداد القائمين على العملية التربوية إحدى متطلبات الدمج حيث يجب تغير إتجاه كل ما يتعلق بالعملية التربوية من موجهين ومدرسين ونظار وعمال وذلك لتحقق المدرسة هدفها في تربية المعوقين والنجاح في عملية دمجهم في التعليم ومن ثم إعدادهم للإندماج في المجتمع.

4- إعداد المعلمين:

يعد إعداد المعلمين إحدى متطلبات الدمج، فمعلمو المدارس العامة من الركائز الأساسية لبرامج الدمج، فقبل تنفيذ أي برنامج للدمج لابد من توفير مجموعة من المعلمين على درجة عالية من الخبرة في تعليم ذو الإعاقات وإعدادهم بشكل مناسب لكي يتمكنوا من التعامل مع الطلاب سواء المعاقين أو العاديين لذلك لابد من إعطاء المعلمين تدريب كافٍ وتهيئتهم للتعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة.

¬ الشروط اللازمة لنجاح الدمج:

ولكي نضمن نجاح الدمج الشامل لابد أن نحرص على تحقيق الشروط اللازمة لنجاحه والتي حددها عادل عبد الله (2011) في عشرة متطلبات تضم:

1- المدارس.

2- المعلم.

3- المناهج الدراسية.

4- الأثاث.

5- التجهيزات.

6- استخدام ممارسات معينة ترتبط بالدمج.

7- ثقافة المجتمع.

8- التكنولوجيا الحديثة.

9- تهيئة أولياء أمور الأطفال غير المعاقين وأطفالهم.

10- المواءمات المتبعة في التقييم.

على جانب التأييد القانوني اللازم لذلك ولكن من الملاحظ أن غالبية هذه الشروط والمتطلبات لا تتوافر لدينا في الواقع وهذا عادة من شأنه أن يؤثر بالسلب على عملية الدمج الشامل للطلاب ذو الإحتياجات الخاصة بالمدارس العامة.

والجدير بالذكر أن إتاحة الحق في التعليم للأفراد ذو الاحتياجات الخاصة يتطلب من الحكومة اتخاذ مجموعة من الإجراءات المختلفة على أرض الواقع وذلك بالشكل الذي يضمن توفير التعليم الجيد للأفراد ذو الاحتياجات الخاصة على اختلاف أنواع إعاقتهم.

ولا يكفي مجرد النص على ضمان حق التعليم للفرد ذو الإعاقة في إطار القانون حيث أننا لا نستطيع أن نتحرك في هذا الاتجاه دون وجود نص ملزم لنا وللجميع حيث يتطلب الأمر ضرورة تقدير الموازنة العامة التقديرية لتكلفة توفير التعليم لهؤلاء الطلاب.

واتخاذ مجموعة من الإجراءات الإدارية التي من شأنها أن تضمن زيادة نسبة تعليم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في نسق التعليم العام.

¬ المقومات الواجب توافرها لنجاح عملية الدمج:-

1- تحديد معايير توحيد المسار.

2- إعداد الطلبة العاديين لبرنامج توحيد المسار التعليمي.

3- إعداد الطلاب ذو الإعاقات لدخول المسار التعليمي الموحد.

4- تعزيز التواصل بين جميع عناصر الدمج.

5- تعديل طرق التدريس للطلاب المدمجين.

6- تعديل المناهج الدراسية.

7- تهيئة البيئة المدرسية.

8- نسبة الأطفال المدمجين إلى العاديين في الصف.

9- إعداد المعلم سواء معلم التربية  الخاصة أو العادي في عملية الدمج.

10- مواءمة أسلوب الامتحانات للطلبة المدمجين.

¬ دور مصر في عملية الدمج:-

لا يخفى علينا أن مصر قد وقعت على الاتفاقية الدولية لدمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة كما صدرت عدة قرارات وزارية تنظم هذه العملية ونحن الآن بصدد الإعداد والتجهيز لصدور قرار وزالري جديد في هذا الصدد، كما أن الدستور المصري تتضمن في ثناياه تسع مواد تتعلق بالأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم ومنها حقهم في التعليم.

كما صدر في الربع الأول من عام 2018م قانون حقوق الأفراد ذو الاحتياجات الخاصة وهو يتضمن بطبيعة الحال حقهم في التعليم، مكا صدرت اللائحة التنفيذية لذات القانون في الربع الأخير من العام نفسه كما أصدر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي قرارًا :-

ينص على أن جميع مدارس التربية والتعليم في مصر دامجة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ما فيها المدارس الحكومية والمدارس الخاصة والمدارس الدولية ومدارس الفرص الثانية ومن حق الطالب ذو الاحتياجات الخاصة أن يتم دمجه بأقرب مدرسة لمحل إقامته والتي يجب أن يتوفر فيها غرف المصادر وألا تزيد نسبة التلاميذ ذوي الإعاقة عن 10% من العدد الكلي للفصل بحد أقصى أربعة تلاميذ على أن يكونوا من نفس نوع الإعاقة.

¬ كما نص القرار على أن يكون سن الإلتحاق بالصف الأول الإبتدائي في مدارس الدمج بين ست وتسع سنوات وذلك وفقًا لقانون التعليم.

ولأن القانون وحده لا يكفي فاجأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين في قانون أول ديسمبر الماضي بإطلاق حملة “قادرون بإختلاف”. وقد تزامن ذلك واليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة. وقد تضمنت الحملة توجيهات للحكومة المصرية بتطبيق مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص وذلك فيما يختص بعدد من الإجراءات التنفيذية لتوفير قدر كبير من الدعم والرعاية للطلبة والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

– اختيار المدرسة المناسبة.

– الإختيار السليم للأطفال المراد دمجهم.

– تدريب المعلمين بشكل يتناسب مع أهداف البرنامج.

– تهيئة الطلاب العاديين وتعريفهم بخصائص الأطفال ذو الإعاقات المراد دمجهم.

– إشراك أولياء الأمور في التخطيط للبرنامج.

¬ الاتجاهات نحو الدمج:-

هناك ثلاث إتجاهات أساسية نحو الدمج:-

1- الاتجاه الأول:

¬ يرى أصحاب هذا الاتجاه أن تعليم الأطفال ذو الإعاقات في مدارس خاصة بهم أكثر فعالية ويحقق أكبر فائدة كما أنهم يعارضون وبشدة فكرة الدمج.

2- الاتجاه الثاني:

¬ يؤيد أصحاب هذا الاتجاه فكرة الدمج لما لها من أثر في التخلص من عزل الأطفال ذو الإعاقات وتعديل اتجاهات المجتمع.

3- الاتجاه الثالث:-

يؤيد أصحاب هذا الاتجاه دمج الأطفال ذو الإعاقات البسيطة والمتوسطة في المدارس العادية ولكنهم يعارضون فكرة دمج الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة جدًا ومتعددي الإعاقات.

ويروا أن هناك فئات ليس من السهل دمجهم بل يفضل تقديم الخدمات الخاصة بهم من خلال مؤسسات خاصة.

¬ أهداف الدمج:-

  • إتاحة الفرصة لذوي الإعاقات للإنخراط في المجتمع والحياة العادية.
  • إتاحة الفرصة لذوي الإعاقات للتعليم المتساوي مع أقرانهم العاديين.
  • إتاحة الفرصة للطلاب العاديين للتعرف على ذو الإحتياجات الخاصة عن قرب.
  • تخليص ذو الإعاقات من المعيقات سواء المادية أو المعنوية التي تحد من مشاركتهم في جميع مناحي الحياة.
  • يخلصهم الدمج من الأفكار الخاطئة حول خصائص أقرانهم من ذو الإعاقات.
  • يعتبر الدمج متوافقًا مع القيم الأخلاقية للثقافة والمجتمع.
  • خدمة الأطفال المعوقين في بيئتهم المحلية والتحقيق من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات بعيدة عن بيتهم.
  • تعديل اتجاهات أفراد المجتمع.
  • التقليل من التكلفة المادية في إقامة مؤسسات التربية الخاصة.
  • استيعاب أكبر نسبة ممكنة من الأطفال المعوقين الذين لا تتوفر لديهم فرص للتعليم.
  • تخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يخلقها وجوده في المدارس الخاصة.
  • التقليل من الفوارق النفسية والاجتماعية بين الأطفال أنفسهم.
  • يحقق للأطفال ذو الإعاقات فرصة تلقي التعليم في المدارس العادية كبقية الأطفال العاديين.

 

الإجراءات التي تسبق عملية الدمج:-

  • اختيار المدرسة.
  • تهيئة الإدارة المدرسية.
  • تهيئة المدرسين والعمال.
  • تهيئة الطلاب العاديين.
  • تهيئة الطلاب ذو الإعاقات للدمج.
  • إزالة العوائق التي قد تحول دون مشاركة الطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة في الأنشطة المدرسية.
  • وضع الطلاب ذو الإعاقات في الفصول المناسبة.
  • توفير وسائل الأمن والسلامة.
  • توفير وسائل معينة.
  • الاختيار المناسب للعاملين مع ذو الإعاقات من معلمين وأخصائيين.
  • إيجاد قناة اتصال.

¬ الشروط الواجب توافرها لتطبيق سياسة الدمج:

هناك بعض الأمور الواجب توافرها قبل تطبيق سياسة الدمج وهي:-

1- نوع العوق

¬ حيث يجب مراعاة نوع وشدة الإعاقة قبل البدء في عملية الدمج بالإضافة إلى معرفة الاستعداد النفسي للطالب الذي نريد دمجه.

2- التربية المبكرة

من الأمور التي يجب أن تسبق عملية الدمج التربية المبكرة من الأسرة لمساعدتهم على القيام ببعض الوظائف الأساسية للحياة مثل:- الحركة والتنقل والكلام.

3- إعداد معلمي المدارس العادية

حيث يجب تدريب معلمي المدارس العادية على كيفية التعامل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

4- إعداد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية

حيث يجب ألا يتجاوز عدد الطلاب المراد دمجهم عن طالبين.

5- غرفة المصادر.

6- الفصل:

¬ يجب أن يكون حجم الفصل مناسب بالإضافة إلى الإضاءة والمخارج والتهوية.

7- مرافق المدرسة الأخرى.

8- تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو الدمج.

9- الخطة والمناهج والجداول والتقييم.

10- البرامج الفردية وتخطيطها قبل تنفيذها.

11- التدريس التعاوني.

12- تنوع الأنشطة لإتاحة الفرصة أمام ذوي الإعاقات للمشاركة فيها.

 

 

14- تحقيق الذات عند الطفل ذو الإعاقات وإعطاءه فرصة أفضل لينمو نموًا إجتماعيًا ونفسيًا وأكاديميًا سليمًا.

15- التركيز بشكل أعمق على المهارات اللغوية للطفل ذو الإحتياجات الخاصة في المدارس العادية.

أنواع الدمج:-

1- الدمج الكلي (التربوي):

¬ يقصد به وضع الطالب ذو الإعاقة مع أقرانه العاديين في الفصول العادية ويدرس نفس المناهج التي يدرسها أقرانه العاديين بالإضافة إلى تقديم خدمات التربية الخاصة له.

– إشراك الطلاب ذو الإعاقات مع الطلاب العاديين في مدرسة واحدة تشرف عليها نفس الهيئة التعليمية وضمن البرنامج المدرسي مع وجود اختلاف في المناهج المعتمدة في بعض الأوقات.

2- الدمج الجزئي (جزء من الوقت):

يقصد به دمج الطالب ذو الإعاقة مع أقرانه العاديين في مادة دراسية أو أكثر داخل الفصول العادية.

3- الدمج الإجتماعي:-

هو أبسط أنواع الدمج وفيه يقتصر الطالب ذو الإعاقة في الأنشطة التربوية المختلفة مثل: (التربية الفنية، التربية الرياضية، الرحلات)، وفي هذا الدمج لا يشارك الطلاب ذو الاحتياجات الخاصة نظيره العادي في الدراسة في الفصول العادية.

4- الدمج المكاني:

وهو اشتراك مؤسسة التربية الخاصة مع مدارس التربية العامة بالبناء المدرسي فقط ولكن تكون لكل مدرسة خططها الدراسية الخاصة بها وهيئة تعليمية خاصة بها وممكن أن تكون الإدارة موحدة.

5- الدمج المجتمعي:

يضمن هذا الدمج لهم حق العمل بإستقلالية وحدية التنقل والتمتع بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات.

حيث يتم إعطاء الفرص للمعوقين للإندماج في مختلف أنشطة المجتمع وتسهيل مهمتهم في أن يكونوا أعضاء فاعلين.

13- تحقيق الذات عند الطفل ذو الإعاقات وإعطاءه فرصة أفضل لينمو نموًا اجتماعيًا ونفسيًا وأكاديميًا سليمًا.

¬ دور الأسرة في نجاح عملية الدمج:

تلعب الأسرة دورًا رئيسيًا في نجاح عملية الدمج، حيث يتم الدمج التربوي للأطفال ذو الإحتياجات الخاصة فرصة البقاء مع أسرهم طوال حياتهم الدراسية مما يجعلهم أعضاء عاملين في الأسرة كما أنه يساعد الأسرة على أداء إلتزاماتها نحوهم بشكل أكمل، فينطلقون والثقة تملأ نفوسهم دون الإحسان بوصمة عار لإعتيادهم على العيش من أناس أسوياء في منازلهم وفي مدارسهم مما يسهل عليهم عملية التقبل الاجتماعي والتخلص من المفاهيم الخاطئة التي قد تكون لدى الأسوياء عن المعاقين وهم في بعد عنهم.

فعملية التواصل المستمرة بين المعاقين والأصحاء تسهم إلى حد فعال في دفع المعاقين إلى تقليد الأصحاء وهنا ينعكس عليهم إيجابيًا في حياتهم الاجتماعية والدراسية.

¬ دور معلم التربية الخاصة في دمج ذوي الإحتياجات الخاصة:

لابد من إعداد معلم التربية الخاصة إعدادًا تربويًا وتعليمًا جيدًا حتى يتمكن من تقديم العون والمساعدة للمعلم العادي ويكمن هذا الدور في:-

1- مساعدة المعلم العادي وذلك للتواصل مع الطالب ذو الإعاقة.

2- مساعدة المعلم العادي في تحديد مستوى الأداء الحالي للطالب ذو الإعاقة.

3- إعداد الخطط الدراسية والعلاجية للمعلم العادي.

4- توفير التعليم الزائد.

¬ دور المعلم العادي في فصول ومدارس الدمج:

  • توفير بيئة صفية تختلف عن البيئة الصفية العادية.
  • التركيز على التدريس الفردي للطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة.
  • تقييم الطالب من خلال الإختبارات الشفهية والتحريرية.
  • التركيز على نقاط ضعف الطلاب ذو الإعاقات.
  • تقديم التعزيز المادي واللفظي للطلاب ذو الإعاقات.
  • التنسيق بين المعلم العادي ومعلمي التربية الخاصة كلما لزم الأمر.
  • تعديل محتوى المناهج بشكل مبسط.
  • التركيز على تعليم الطلاب ذو الإعاقات المهارات الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى